إبراهیم بن مالک بن الحارث الأشتر النخعی
إبراهیم بن مالک الأشتر نحو 21 ـ 71هـ =
نحو 641 ـ 690م هو إبراهیم بن مالک بن الحارث
النخعی والنخعی نسبة إلى النخع قبیلة
بالیمن وهم من مذحج ، المتوفّى عام 71هـ. ولادته
لیس لدینا عن ولادته ونشأته شیء
یمکن الرکون إلیه إلاّ ما جاء فی کتاب صفین لابن مزاحم
، من أنّ غلاماً شاباً من
یحصب(1) خرج إلى مالک الأشتر فارتجز بأبیات ، فنادى مالک
الأشتر ابنه إبراهیم یوم
صفین عام 37هـ وقال له : خذ اللواء فغلام لغلام ، فتقدّم(2)
. ممّا یدلّ أنّه کان آنذاک غلاماً
، والغلام فی اللغة : هو الصبی من حین یولد إلى
أن یشبّ(3) ، والشاب هو مَنْ أدرک سنّ
البلوغ إلى الثلاثین(4) . ومعنى هذا أنّه کان
آنذاک نحو ستة عشر سنة ، فتکون على هذا
ولادته حدود عام 21هـ ، وبما أنّ أباه مالک
کان آنذاک فی المدینة حیث حضر قبلها ، أی
عام 15هـ معرکة الیرموک ، فکانت ولادة ابنه
إبراهیم فی المدینة ، ونشأ على أبیه ،
وصاحب علیاً (علیه السّلام) منذ صباه ، وأخذ
من مناهله ومناهل حوارییه ، وشبّ على
الشجاعة وعلوّ النفس والإیمان . یقول الأمین
: کان إبراهیم فارساً شجاعاً ، شهماً مقداماً ،
رئیساً على النفس ، بعید الهمة ، وفیّاً
شاعراً فصیحاً ، موالیاً لأهل البیت (علیهم السّلام) ،
کما کان ابوه متمیز فی هذه الصفات...
صفاته :
کان إبراهیم فارساً شجاعاً شهماً مقداماً رئیساً
، عالی النفس بعید الهمّة ، وفیاً شاعراً
فصیحاً ، موالیاً لأهل البیت ( علیهم السلام
) ، کما کان أبوه متمیّزاً بهذه الصفات ، ومن
یشابه أباه فما ظلم . وأخرج ابن جریر
وابن المنذر عن أبی وائل قال : أنّ الرجل لیتکلّم فی
المجلس بالکلمة من الکذب لیضحک
بها جلساءه فیسخط الله علیهم جمیعاً ، فذکروا ذلک
لإبراهیم النخعی فقال : صدق أبو وائل
، أو لیس ذلک فی کتاب الله ( فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى
یَخُوضُواْ فِی حَدِیثٍ
غَیْرِهِ ) . والنخعی بفتحتین نسبة إلى النخع قبیلة بالیمن وهم من مذحج
ویأتی فی إبراهیم
بن یزید النخعی الکلام علیهم بابسط من هذا. کان إبراهیم فارسا شجاعا
شهما مقداما رئیسا
عالی النفس بعید الهمة وفیا شاعرا فصیحا موالیا لأهل البیت (علیهم
السلام). کما کان
أبوه متمیزا بهذه الصفات ومن یشابه أبا فما ظلم وفی مرآة الجنان کان
سید النخع وفارسها
انتهى وکان مع أبیه یوم صفین مع أمیر المؤمنین (ع) وهو غلام وأبلى
فیها بلاء حسنا وبه
استعان المختار حین ظهر بالکوفة طالبا بثار الحسین (ع) وبه قامت
إمارة المختار وثبتت
أرکانها وکان مع مصعب بن الزبیر وهو یحارب عبد الملک فوفى له
حین خذله أهل العراق وقاتل
معه حتى قتل وقال مصعب بعد قتله حین رأى خذلان أهل
العراق له یا إبراهیم ولا إبراهیم
لی الیوم. حربه یوم صفین: روى نصر بن مزاحم المنقری
فی کتاب صفین ان معاویة اخرج عمرو
بن العاص یوم صفین فی خیل من حمیر کلاع
ویحصب إلى الأشتر فلقیه الأشتر أمام الخیل فلما
عرف عمرو انه الأشتر جبن واستحیا أن
یرجع فلما غشیه الأشتر بالرمح راع منه عمرو ورجع
راکضا إلى المعسکر ونادى غلام
شاب من یحصب یا عمرو علیک العفا ما هبت الصبا یا لحمیر
ابلغونی اللواء فاخذه وهو
یقول: إن یک عمرو قد علاه الأشتر... بأسمر فیه سنان أزهر
فذاک الله لعمری مفخر یا
عمرو یکفیک الطعان حمیر والیحصبی بالطعان أمهر دون اللواء
الیوم موت احمر فنادى
الأشتر إبراهیم ابنه خذ اللواء فغلام لغلام فتقدم إبراهیم وهو
یقول: یا أیها السائل عنی لا
ترع ... أقدم فانی من عرانین النخع کیف ترى طعن العراقی
الجذع ... أطیر فی یوم الوغى
ولا أقع ما ساءکم سر وما ضرکم نفع ... أعددت ذا الیوم
لهول المطلع وحمل على الحمیری
فالتقاه الحمیری بلوائه ورمحه ولم یبرحا یطعن کل واحد
منهما صاحبه حتى سقط الحمیری
قتیلا. خبره مع المختار: کان أصحاب المختار قالوا له إن
أجابنا إلى أمرنا إبراهیم بن
الأشتر رجونا القوة على عدونا فإنه فتى رئیس وابن رجل
شریف له عشیرة ذات عز وعدد
فخرجوا إلى إبراهیم ومعهم الشعبی وسألوه مساعدتهم وذکروا
له ما کان أبوه علیه من ولاء
علی وأهل بیته فأجابهم إلى الطلب بدم الحسین (ع) على أن
یولوه الأمر فقالوا له أنت أهل
لذلک ولکن المختار قد جاءنا من قبل محمد بن الحنفیة.
فسکت ثم جاءه المختار فی جماعة
فیهم الشعبی وأبوه فقال له المختار هذا کتاب من المهدی
محمد بن علی أمیر المؤمنین وهو
خیر أهل الأرض الیوم وابن خیر أهلها بعد الأنبیاء والرسل
وکان الکتاب مع الشعبی فدفعه
إلیه فإذا فیه من محمد المهدی إلى إبراهیم بن مالک الأشتر
إنی قد بعثت إلیکم وزیری
وأمینی وأمرته بالطلب بدماء أهل بیتی فانهض معهم بنفسک وعشیرتک
ولک أعنة الخیل
وکل مصر ومنبر ظهرت علیه فیما بین الکوفة وأقصى الشام... فقال إبراهیم
قد کتب إلی
ابن الحنفیة قبل هذا فلم یکتب إلا باسمه واسم أبیه قال المختار إن ذلک زمان
وهذا زمان.
قال فمن یعلم أن هذا کتابه فشهد جماعة إلا الشعبی فتأخر إبراهیم عن صدر
الفراش واجلس
المختار علیه وبایعه فلما خرجوا قال إبراهیم للشعبی رأیتک لم تشهد أنت
ولا أبوک فقال
هؤلاء سادة القراء ومشیخة المصر ولا یقول مثلهم الا حقا. بدایة التدبیر
وقتال الظالمین:
وبلغ عبد الله بن مطیع أمیر الکوفة من قبل ابن الزبیر أن المختار یرید
الخروج علیه فی
تینک اللیلتین فبعث العساکر لیلا سنة 66 إلى الجبانات الکبار بالکوفة...
وبعث صاحب
شرطته ایاس بن مضارب فی الشرط فأحاط بالسوق والقصر وخرج إبراهیم تلک اللیلة
بعد
ما صلى بأصحابه المغرب فی مائة دارع قد لبسوا الأقبیة فوق الدروع یرید المختار
فقال له
أصحابه تجنب الطریق فقال والله لامرن وسط السوق بجنب القصر ولأرعبن عدونا
ولأرینهم
هوانهم علینا فسار على باب الفیل وهو من أبواب المسجد الأعظم وقصر الامارة
بجانب المسجد
فلقیهم ایاس فی الشرط فقال من أنتم قال انا إبراهیم بن الأشتر قال ما هذا
الجمع الذی
معک ولست بتارکک حتى آتی بک الأمیر قال إبراهیم خل سبیلنا فامتنع ومع
ایاس رجل من همدان
اسمه أبو قطن وکان ایاس یکرمه وهو صدیق إبراهیم فقال له إبراهیم
ادن منی فدنا ظانا
انه یرید ان یستشفع به عند ایاس فاخذ إبراهیم منه الرمح وطعن به
ایاسا فی ثغرة نحره
فصرعه وأمر رجلا فقطع رأسه وانهزم أصحابه واقبل إبراهیم إلى
المختار فأخبره ففرح بذلک
وقال هذا أول الفتح. وخرج إبراهیم وأصحابه فلقیتهم جماعة
فحمل علیهم إبراهیم فکشفهم
وهو یقول اللهم انک تعلم إنا غضبنا لأهل بیت نبیک ثرنا لهم
على هؤلاء القوم ثم حمل
على جماعة آخرین فهزمهم حتى أخرجهم إلى الصحراء ثم رجع
إلى المختار فوجد القتال قد
نشب بینه وبین أصحاب ابن مطیع فلما علم أصحاب ابن مطیع
بمجئ إبراهیم تفرقوا وخرج المختار
بأصحابه لیلا إلى دیر هند حتى اجتمع عنده ثلاثة آلاف.
وجمع ابن مطیع أصحابه من الجبانات
ووجههم إلى المختار فبعث المختار إبراهیم فی
سبعمائة فارس وستمائة راجل وبعث نعیم بن
هبیرة أخا مصقلة فی تسعمائة وذلک بعد
صلاة الصبح فقتل نعیم وأسر جماعة من أصحابه ومضى
إبراهیم فلقیه راشد بن ایاس فی
أربعة آلاف فاقتتلوا قتالا شدیدا فقتل راشد وانهزم أصحابه.
حملة إبراهیم على شبث بن
ربعی: واقبل إبراهیم نحو المختار وشبث بن ربعی محیط به فحمل
علیهم إبراهیم فانهزموا
وبعث المختار إبراهیم أمامه وخرج ابن مطیع فوقف بالکناسة وأرسل
العساکر لیمنعوا
المختار من دخول الکوفة ودنا إبراهیم من ابن مطیع فامر أصحابه بالنزول
وقال لا یهولنکم
أن یقال جاء آل فلان وآل فلان فان هؤلاء لو وجدوا حر السیوف لانهزموا
انهزام المعزى من
الذئب ثم حمل علیهم فانهزموا ودخل ابن مطیع القصر فحاصره إبراهیم
ثلاثا فخرج منه لیلا
ونزله إبراهیم ودخله المختار فبات فیه وأرسل إلى ابن مطیع مائة
ألف درهم وقال تجهز
بها وبایعه أهل الکوفة على کتاب الله وسنة رسوله والطلب بدماء أهل
البیت وفرق العمال.
وکان عبید الله بن زیاد قد هرب بعد موت یزید إلى الشام وجاء بجیش
إلى الموصل فأرسل
إلیه المختار یزید بن انس فی ثلاثة آلاف فلقی مقدمة أهل الشام فهزمهم
واخذ عسکرهم
ومات من مرض به فعاد أصحابه إلى الکوفة لما علموا انه لا طاقة لهم بعسکر
ابن زیاد
فأرسل المختار إبراهیم بن الأشتر فی سبعة آلاف وأمره ان یرد جیش یزید معه
فلما خرج
إبراهیم طمع أشراف أهل الکوفة فی المختار واجمع رأیهم على قتاله فجعل یخادعهم
ویعدهم
بکل ما یطلبون فلم یقبلوا ووثبوا به فأرسل قاصدا مجدا إلى إبراهیم یأمره بالرجوع
وامر
أصحابه بالکف عنهم واجتهد فی مخادعتهم فوصل الرسول إلى إبراهیم بساباط المدائن
فسار لیلته کلها ثم استراح حتى امسى وسار لیلته کلها ثم استراح حتى امسى وسار لیلته
کلها ویومه إلى العصر فبات فی المسجد واشتد القتال ومضى ابن الأشتر إلى مضر فهزمهم
واستقام أمر الکوفة للمختار. قتل قتلة الحسین (ع): وتجرد لقتل قتلة الحسین (ع) ثم سار
إبراهیم بعد یومین لقتال ابن زیاد وکان قد سار فی عسکر عظیم من الشام فبلغ الموصل
وملکها
فنزل إبراهیم قریبا منه على نهر الخازر ولم یدخل عینه الغمض حتى إذا کان السحر
الأول
عبى أصحابه وکتب کتابه وامر أمراءه فلما انفجر الفجر صلى الصبح بغلس ثم خرج
فصف أصحابه
ونزل یمشی ویحرض الناس حتى أشرف على أهل الشام فإذا هم لم یتحرک
منهم أحد وسار على
الرایات یحثهم ویذکرهم فعل ابن زیاد بالحسین وأصحابه وأهل بیته من
القتل والسبی ومنع
الماء وتقدم إلیه وحملت میمنة أهل الشام على میسرة إبراهیم فثبتت
لهم وقتل أمیرها فاخذ
الرایة آخر فقتل وقتل معه جماعة وانهزمت المیسرة فاخذ الرایة ثالث
ورد المنهزمین فإذا
إبراهیم کاشف رأسه ینادی: أی شرطة الله أنا ابن الأشتر إن خیر
فرارکم کرارکم لیس مسیئا
من اعتب. وقعة خازر: وحملت میمنة إبراهیم على میسرة ابن
زیاد رجاء أن ینهزموا لان أمیرها
کان قد وعد إبراهیم ذلک لأنه وقومه کانوا حاقدین على
بنی مروان من وقعة مرج راهط فلم
ینهزموا أنفة من الهزیمة فقال إبراهیم لأصحابه:
اقصدوا هذا السواد الأعظم فو الله لئن
هزمناه لا نجفل من ترون یمنة ویسرة انجفال طیر
ذعرت فمشى أصحابه إلیهم فتطاعنوا ثم
صاروا إلى السیوف والعمد وکان صوت الضرب
بالحدید کصوت القصارین. قتل بن زیاد على یدی
إبراهیم: وکان إبراهیم یقول لصاحب رایته
انغمس فیهم فیقول لیس لی متقدم فیقول بلى فإذا
تقدم شد إبراهیم بسیفه فلا یضرب رجلا
إلا صرعه وحمل أصحابه حملة رجل واحد فانهزم أصحاب
ابن زیاد فقال إبراهیم إنی ضربت
رجلا تحت رایة منفردة على شاطئ نهر الخازر فقددته نصفین
فشرقت یداه وغربت رجلاه
وفاح منه المسک وأظنه ابن مرجانة فالتمسوه فإذا هو ابن زیاد
فوجدوه کما ذکر قطع رأسه
وأحرقت جثته. وقتل فی هذه الوقعة من أصحاب ابن زیاد: - الحصین
بن نمیر السکونی -
وشرحبیل بن ذی الأکلاع الحمیری. ولما انهزم أصحاب ابن زیاد تبعهم
أصحاب إبراهیم
فکان من غرق أکثر ممن قتل وأنفذ إبراهیم عماله إلى نصیبین وسنجار ودارا
وقرقیسیا
وحران والرها وسمیساط وکفر توثا وغیرها وأقام هو بالموصل وقال سراقة البارقی
یمدح
إبراهیم بن الأشتر: اتاکم غلام من عرانین مذحج * جرئ على الأعداء غیر نکول جزى
الله
خیرا شرطة الله انهم * شفوا من عبید الله حر غلیلی وقال عبد الله بن الزبیر الأسدی
بفتح
الزای وقیل عبد الله بن عمرو الساعدی یمدح إبراهیم ویذکر الوقعة: الله أعطاک المهابة
والتقى * وأحل بیتک فی العدید الأکثر وأقر عینک یوم وقعة خازر * والخیل تعثر بالقنا
المتکسر من ظالمین کفتهم آثامهم * ترکوا لعافیة وطیر حسر ما کان أجرأهم جزاهم ربهم
*
شر الجزاء على ارتکاب المنکر وفی الأغانی بسنده عن الهیثم بن عدی ان عبد الله بن
الزبیر الأسدی اتى إبراهیم بن الأشتر فقال انی قد مدحتک بأبیات فاسمعهن قال إنی لست
أعطی الشعراء قال اسمعها منی وترى رأیک فقال هات إذن فانشده البیتین الأولین وبعدهما:
انی مدحتک إذ نبا بی منزلی * وذممت اخوان الغنى من معشری وعرفت انک لا تخیب
مدحتی
* ومتى أکن بسبیل خیر أشکر فهلم نحوی من یمینک نفحة * ان الزمان ألح یا ابن
الأشتر
فقال کم ترجو أن أعطیک قال ألف درهم فأعطاه عشرین ألفا. قال هذا مع أن عبد الله
بن
الزبیر هذا کان من شیعة بنی أمیة وذوی الهوى فیهم والتعصب لهم أقول ولکن قد نسب
إلیه
رثاء فی الحسین (ع) مما یدل على خلاف ذلک ویشبه أن یکون وقع من المؤرخین
خلط بین أبیات
الأسدی والساعدی لاتحاد الوزن والقافیة ومثله قد وقع منهم کثیرا والله أعلم
وقال یزید
بن المفرع الحمیری یهجو ابن زیاد ویذکر مقتله: إن الذی عاش ختارا بذمته *
وعاش عبدا
قتیل الله بالزاب العبد للعبد لا أصل ولا طرف * ألوت به ذات أظفار وأنیاب ان
المنایا
إذا ما زرن طاغیة * هتکن عنه ستورا بین أبواب هلا جموع نزار إذ لقیتهم * کنت
امرأ من
نزار غیر مرتاب لا أنت زاحمت عن ملک فتمنعه * ولا مددت إلى قوم بأسباب ما
شق جیب ولا
ناحتک نائحة * ولا بکتک جیاد عند اسلاب لا یترک الله انفا تعطسون بها *
بین العبید
شهودا غیر غیاب أقول بعدا وسحقا عند مصرعه * لابن الخبیثة وابن الکودن
الکابی رحیل
المختار: ثم إن مصعب بن الزبیر خرج من البصرة إلى المختار فقتله بعد حرب
شدیدة وأقر
إبراهیم بن الأشتر على ولایة الموصل والجزیرة ثم إن عبد الملک بن مروان
سار إلى العراق
بجیش لحرب مصعب فاحضر مصعب إبراهیم من الموصل وجعله على
مقدمته والتقى العسکران بمسکن
من أرض العراق وکان أشراف العراق قد کاتبوا عبد
الملک فکتب إلى من کاتبه ومن لم یکاتبه
وکتب إلى إبراهیم فکلهم اخفى کتابه إلا إبراهیم
فجاء به مختوما إلى مصعب ففتحه فإذا
فیه انه یدعوه إلى نفسه ویجعل له ولایة العراق.
قال سماحة السید محسن الأمین فی ترجمة
إبراهیم بن مالک فی کتابه أعیان الشیعة... قتل
إبراهیم سنة 71 وفی مرآة الجنان 72 مع
مصعب بن الزبیر وهو یحارب عبد الملک بن
مروان وقبره قرب سامراء مزور معظم وعلیه قبة.
قصة استشهاد إبراهیم الأشتر عام 71هـ
: فقال له إبراهیم انه کتب إلى أصحابک کلهم مثل
ما کتب إلی فأطعنی واضرب أعناقهم
فأبى فقال احبسهم فأبى وقال رحم الله الأحنف إن کان
لیحذرنی غدر أهل العراق ویقول هم
کمن ترید کل یوم بعلا وقدم عبد الملک أخاه محمدا وقدم
مصعب إبراهیم بن الأشتر فقتل
صاحب لواء محمد وجعل مصعب یمد إبراهیم فأزال محمدا عن
موقفه وأمد إبراهیم بعتاب بن
ورقاء فساء ذلک إبراهیم وقال قد قلت له لا تمدنی بأمثال
هؤلاء فانهزم عتاب وکان قد
کاتب عبد الملک وصبر إبراهیم فقاتل حتى قتل وحمل رأسه إلى
عبد الملک. وانهزم أهل
العراق عن مصعب حتى قتل وقیل إنه سأل عن الحسین (ع) کیف امتنع
عن النزول على
حکم ابن زیاد فأخبر فقال متمثلا بقول سلیمان بن قتة: فان الأولى بالطف
من آل هاشم *
تأسوا فسنوا للکرام التأسیا وقال یزید بن الرقاع العاملی أخو عدی بن الرقاع
وکان شاعر
أهل الشام: نحن قتلنا ابن الحواری مصعبا * أخا أسد والمذحجی الیمانیا ومرت
عقاب الموت
منا لمسلم * فاهوت له طیر فأصبح ثاویا المذحجی هو ابن الأشتر ومسلم هو ابن
عمرو
الباهلی وکان على میسرة إبراهیم بن الأشتر. وفی الأغانی ان إبراهیم بن الأشتر
بعث إلى
أبی عطاء السندی ببیتین من شعر وسأله أن یضیف إلیهما بیتین وهما: وبلدة یزدهی
الجنان
طارقها * قطعتها بکناز اللحم معتاطه وهنا وقد حلق النسران أو کربا * وکانت الدلو
بالجوزاء حتاطه فقال أبو عطاء: فانجاب عنها قمیص اللیل فابتکرت * تسیر کالفحل تحت
الکور
لطاطه فی أینق کلما حث الحداة لها * بدت مناسمها هوجاء خطاطه وعرف لإبراهیم
من الأولاد
ولدان. النعمان ومالک... کلمة اخیرة کان ابراهیم بن الاشتر من اعلام القرن الأول الهجری
ــــــــــــــــ 1ـ یحصب : بالفتح ثم السکون ، وکسر الصاد ، مخلاف فیه قضى
ریدان بالیمن
، یزعمون أنّه لم یبن قط مثله ، بینه وبین ذمار ثمانیة فراسخ ، وهی الآن
قرب صنعاء
. 2ـ وقعة صفین / 440 . 3ـ المعجم الوجیز / 454 . 4ـ المعجم الوجیز /
332 . المصادر:
مرآة الجنان اعیان الشیعة بقلم بتارعلی