«قبیلة بنی کعب» کعب بن عامر بن صعصعة من قیس عیلان العدنانیة
قبیلة بنی کعب فی التاریخ العربی: ینتسب إلى قبیلة کعب العدنانیة قبیلة عربیة اسمها «بنی عقیل» وهی قبیلة ذائعة الصیت فی التاریخ وإلیها ینتسب «توبة بن الحمیر» المقتول سنة 55 هـ صاحب لیلى الأخیلیة والاثنان من خفاجة من بنی عقیل ولقد ذکر القاضی عبدالرحمن بن محمد ابن خلدون (ت 808 هـ/1405م) فی کتابه «العبر ودیوان المبتدأ والخبر فی أیام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوی السلطان الأکبر» فی الجزء الرابع ص 254 إلى ص 271 کلاما کثیرا عن قبیلة «بنی عقیل» مختصر هذا الکلام هو أن قبیلة عقیل من ذریة کعب بن عامر بن صعصعة، وکانت لها إمارة فی الکوفة والبلاد الفراتیة، وبقیت هذه البلاد بأیدیهم حتى غلبهم علیها السلجوقیون فتحولوا إلى البحرین.
ویذکر کذلک علی بن محمد ابن الأثیر (ت 630 هـ) فی تاریخه الذی أسماه «الکامل فی التاریخ» فی الجزء التاسع ص 28 ما یلی: أن هناک إمارة لبنی عقیل قامت فی الموصل وما حولها ودامت هذه الإمارة من سنة 380هـ إلى سنة 489هـ ومؤسس هذه الإمارة هو أبو محمد بن المسیب العقیلی، ووصل حکمه إلى الکوفة وبادیتها.
ومن «بنی عقیل» الکعبیین قبیلة «خفاجة» الشهیرة وکانت تقطن بنواحی الکوفة وبرز وجودها فی القرنین الرابع والخامس الهجریین وکون الخفاجیون إمارة فی الکوفة سنة 374هـ بزعامة أبو طریف علیان بن ثمال الخفاجی وکان یأتمر بأمر الخلیفة العباسی. ومن أمراء خفاجة الذائعین الصیت إلى یومنا هذا حیث یتردد اسمه فی الموروث الشعبی هو «عامر الخفاجی» الذی سحره جمال إحدى بنات قبیلة «بنی هلال» عند مرورهم بدیرته فسافر معهم إلى مصر وتونس وترک أسرته ودیار قبیلته وإمارته فی بادیة السماوة والکوفة.
أما فی وقتنا الحالی فإن أکثر أفراد قبیلة خفاجة العقیلیة الکعبیة یسکنون العراق والأهواز ومصر، ونخوتهم التی ینتخون بها فی المعارک هی «أولاد عامر» أو «أولاد عامر الخفاجی» وخفاجة هو اسم امرأة أنجبت أولادا کثرا فتسموا أولادها باسمها حیث یقال لهم «أبناء أو أولاد خفاجة».
ومن القبائل العدنانیة الشقیقة لقبیلة بنی کعب، والتی ترجع بأصولها أیضا إلى عامر بن صعصعة، ذکر أحمد بن محمد ابن عبدربه الأندلسی (ت 328 هـ) صاحب کتاب «العقد الفرید» فی الجزء الثالث ص 354 قبیلة «بنی هلال» الذین منهم میمونة زوجة النبی محمد ـ صلى الله علیه وسلم ـ ومنهم أیضا الشاعر الشهیر فی کتب الأدب العربی حمید بن ثور، وبنو هلال هم أصحاب السیرة الشعبیة والتغریبة التاریخیة الشهیرة، الذین کونوا لهم عدة إمارات فی تونس وشمال أفریقیا، وذکر ابن عبدربه الأندلسی من القبائل العامریة العدنانیة قبیلة «بنی کلاب» وقبیلة «بنی نمیر».
إمارت بنی کعب فی مدینة الفلاحیة بزعامة البوناصر:
هاجرت قبیلة بنی کعب إلى إقلیم خوزستان من وسط العراق فی منتصف القرن السابع عشر المیلادی، واستوطن قسم من هذه القبیلة فی الجزء الجنوبی الغربی من حوض نهر الکارون، وانتشر باقی أفراد القبیلة على ضفتی شط العرب شرقا وغربا. وشیدت قبیلة بنی کعب مدینة «القبان» عاصمة لها ومقرا لإمارتها، وکان أول أمراء هذه الإمارة الکعبیة هو الشیخ علی بن ناصر بن محمد، وهو من فخذ «البوناصر» ـ أی بنو ناصر ـ وتولى الحکم فی عام 1690م ویعتبر هذا زعامة بنی کعب الشیخ سلمان بن سلطان البوناصر، فبدأ الشیخ سلمان بن سلطان بتوسیع نفوذ إمارته فی جهة الشمال والشرق واصطدم بقبائل الأفشار واستطاع أن یتغلب علیهم ویحتل عاصمتهم «الدورق» التی أبدل اسمها إلى «الفلاحیة» واتخذها عاصمة ثانیة له إلى جانب عاصمته السابقة «القبان» وبدخول بنی کعب إلى مدینة الفلاحیة، بدأت إمارة المشعشعین بالزوال بعد حکم دام عدة قرون، وقامت على أنقاضها إمارة بنی کعب بزعامة البوناصر. ولقد بلغت قوة الشیخ سلمان بن سلطان البوناصر درجة کبیرة، وتمیزت شخصیة هذ الأمیر بالشجاعة والمهارة العسکریة والحنکة الدبلوماسیة فهو رجل دولة ورجل حکم، لقد حاول باشا بغداد العثمانی إخضاعه بالقوة العسکریة ولکنه عجز عن تحقیق ذلک. وحاول الانجلیز بأسطولهم البحری القوی کسر شوکة الشیخ سلمان وفرض مصالحهم علیه، ولکنه تمکن من دحرهم والانتصار علیهم بقوته البحریة وبرجال جیشه المخلصین له. وکان الشیخ سلمان یرسم الخطط السیاسیة الناجحة للاستفادة من المتناقضات والصراعات التی تدور وتحدث بین القوى العظمى (العثمانیون والفرس والانجلیز) المحیطة بامارته، دون ان یخضع أو تبع لواحدة من هذه القوى المتصارعة، وتوفی الشیخ سلمان بن سلطان البوناصر سنة 1767م وکانت فترة حکمه من 1737م الى 1767م تعتبر بحق الفترة الذهبیة لقبیلة بنی کعب، ویعتبر الشیخ سلمان من أعظم شیوخ إمارة بنی کعب، لقد ازدهرت خوزستان فی زمانه ازدهارا لم تبلغ مثله من قبل.
بعد وفاة الشیخ سلمان، بدأت الفرقة تدب بین شیوخ بطون قبیلة کعب فانقسموا الى قسمین، قسم ظل فی مدینة الفلاحیة «الدورق» بزعامة البوناصر «الشیوخ الاوائل» وقسم کبیر منهم سکن حول مصب نهر الکارون بزعامة الشیخ مرادو بن علی البوکاسب. وبدأت قوة بنی کعب الموجودین فی مدینة الفلاحیة بالتلاشی والزوال، وظهرت قوة بنی کعب الساکنین عند مصب نهر الکارون بالبرون وسیادة القبیلة تحت إمارة الشیوخ فی البوکاسب ـ